الإعلام ليس سُلطة رابعة.. السلطة هي: القوة
- almirabi
- Dec 16, 2015
- 2 min read
هل الإعلامُ سُلطة رابعة، إلى جانب السُلطات الثلاث: القضائية، التشريعية، التنفيذية، مع اختلاف ترتيبها من دولة إلى أخرى؟
الإجابة- من وجهة نظري المتواضعة-: كلا، الإعلامُ ليس سلطة شعبية رابعة ولا عاشرة، بل أرى أن السلطة الحقيقية، التي تمنح الشعوب حقها، أو تسلبها منها، هي: القوة- حتى لو كان الشعب كله إعلام- سواء أكانت هذه القوة عادلة أم ظالمة؛ فإنها تبقى هي صاحبة السلطة وليس الإعلام.
لنسأل: ما الذي اقتلع الرئيس العراقي صدام حسين من جذور كرسيه الديكتاتوري، هل هو الإعلام الذي كان إلى جانبه بأصوات جميع شعوب العالم تقريباً، بما فيه الإعلام الأميركي أم هي القوة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها بريطانيا، رغم أنف الإعلام الأمريكي نفسه والإعلام الأوروبي أيضاً؟!
من أخمد جبروت سلوبودان ميلوشيفيتش، وبطشه، ورادوفان كاراديتش، وظلمه؟ ومن اجتث طغيان القذافي (ملك ملوك إفريقيا- البائسة- وإمام المسلمين وعميد الحكام العرب)، هل هو الإعلام أم "القوة الأطلسية" كما كان يحلو له تسميتها ساخراً منها؟!
ما أجمل القوة حينما تكون عادلة، وما أقبحها حينما تكون ظالمة! لكن ما رأيكم أن ننعت الجيوش العربية بالسلطة الرابعة بدلاً عن الإعلام؟
أرى أن الإعلام يحتاج إلى القوة، بينما القوة لا تحتاج إلى إعلام.
إن سُلطة الإعلام العالمي، لو قُدّرَ لها أن تجتمع على كلمة واحدة في كل أرجاء الأرض؛ لما استطاعت التغلب حتى على "الفيتو الروسي" الذي جعل من بشار الأسد حاكماً متفلتاً يقتل شعبه؟
ماذا انتفع به الشعب الفلسطيني على مدى نصف قرن من الهراء الإعلامي؟ لكن ماذا لو أن للقدس الشريف قوة عربية ضاربة، هل كان سيحتاج إلى إعلامٍ يحرره من نير الاحتلال الآثم الجاثم على صدره، أم كان قد نال استقلاله بفضل قوته؟ وكذلك الصهاينة- أرباب الإمبراطوريات الإعلامية- لولا القوة التي تساندهم؛ هل كانوا سيقدرون على البقاء فوق تراب فلسطين يوماً واحداً، وطرد أهلها منها، أو حبسهم فيها وهدم منازلهم فوق رؤوسهم؟! فأي إعلامٍ هذا الذي لا يمنح المظلومَ عدلاً، ولا يؤكِّل الجوعى رغيفاً! وحتى الحديث عن إعلامٍ محايدٍ، هو حديثٌ عن كَذِبَةٍ عذبةٍ، يروجها الإعلام لنفسه.
مازال هناك من يرى أن الإعلام سلطة رابعة، بل ثمة من يرى أنه موازٍ للسلطة الأولى! بينما هو في أحسن حالاته، أو أسوئها: أشبه بمروج المخدرات، يتاجر في عقول الآخرين.
قلت:
الإعلامُ هو مجرد وجهة نظر ليس غير.
Comments