الطفولةُ البائسةُ ليست مسؤولةً عن خرابِ العالم!
- almirabi
- Dec 5, 2015
- 2 min read
ربما ما تزالُ معرفةُ أحدِنا بأن الزمنَ على الأرض هو نفسُ الزمنِ على زحل، أو بلوتو؛ وقد تجد اختصاصياً نفسياً- كحالاتي- ما يزالُ يسيرُ وفقَ نظرياتِ التحليلِ النفسي (الفرويدية) معتقداً بأن مشاكل الطفولة، كانفصالِ الوالدين أو اليتم أو القهر أو الطرد، سببٌ في كل المصائب التي ستدمر العالم بمجردِ أن يَكبُرَ هؤلاءِ الأطفالُ المحرومون، ليصبحوا مجرمين عتاة.
أظن أن كثيراً من الذين بنوا الحضارة الإنسانية، كالعلماءِ والمخترعين والمكتشفين والمفكرين، كانوا في طفولتِهم أيتاماً مُعدَمينَ بائسينَ، لم يسبق أن مَسَحَت على رؤوسِهم أيدٍ حانية؛ لكنهم أصبحوا من بين أولئك الذين احتفى بهم التاريخُ في صفحاتِه الخالدة؛ بل إن بعضَهم غيّر مجرى التاريخ بكفاءتِه وعِلمِه، وبعضَهم سجلوا التاريخَ نفسَه.. كما قرأنا أن عدداً من الزعماءِ السياسيين كانوا لآباء وأمهات منفصلِين، أو لأسَرٍ طردتهم، فلم يجدوا مكاناً يأوون إليه، أو غِطاءً يتدثرون به؛ لكنهم ما إن كَبُروا حتى وجدناهم يبيتون في أرقى القصور الرئاسية فخامة ومكانة في العالم، بل ويحكمون الشعوبَ منها.
وبالمقابل ألم نجد أن كثيراً من زعماءِ الإرهابِ والتدمير، عاشوا طفولةً هانئةً، وناموا على سُرُرٍ ناعمة، وسط عائلاتٍ مرفهة، ووالدين متوافقين حريصين على إسعادِهم كلّ الحرص؟
إذن أحسَبُ أن الذي قد يدمر العالم هو التوجه الخاطئ الذي يغرسه بعض أفراد المجتمع في كيان أطفالنا وشبابنا؛ وليس بؤسُ الطفولةِ، أو رفاهيتها.
كما أرجعُ الأمر في الحالتين إلى القدرات الفردية التي يمنحها اللهُ الناسَ، وليس إلى مشكلات الطفولة؛ ولهذا قلت: إن بؤس الطفولة ليس مسؤولاً عن خراب العالم، وأنه من الظلم أن نُحَمّـلَ مرحلة الطفولة مالا تحتمِل، ونتهمها بأنها أحدُ أسبابِ الأمراض النفسية أو التدمير أو العبث؛ فهذا ليس من الصواب؛ بل إنه قولٌ خاطئٌ، يقعُ فيه كثيرٌ من علماءِ النفسِ من خلال استماتتهم في التمسك ببعض نظريات التحليل النفسي العتيقة. أما الأطباءُ النفسيون فحدث ولا حرج.
قلت:
إنما يُبنى النجاحُ على أسُسٍ مُرّة.
Comments