الفقراءُ السياسيون!
- almirabi
- Dec 3, 2015
- 1 min read
ما انفكت الأممُ تتقاتل فوق هذا الكوكب الزائل، وقد وفّرَ اللهُ تعالى، سُبُل الحياة بقدر موزونٍ للغني والفقير، والرفيع والوضيع، والعالِم والجاهل، والحاكِم والمحكوم؛ دونما حاجةٍ إلى اقتتال؛ فعلامَ ينحر الناسُ بعضَهم بعضا؟.. أعَلى كرسيِّ السياسة يقتتلون، أم عن كلأ يبحثون، أم في دينهم يتنازعون، أم على مذهبٍ يتناطحون؟!
ما لهذا العالـَمُ لا يستقر ولا يهدأ؟.. من المسؤول عن كل هذه الحروب، أهمُ بعض الساسة، أم فقراءُ الشعوب، أم الأطماع، أم قسوة القلوب؟!
الوحيدون الذين يعيشون على هذه الأرض مسالمين هم الفقراءُ ما لـَمْ يُقحمهم بعض الساسة في معاركهم، أو يجرهم المتطرفون إلى ساحات القتال؛ بينما تجد الفقراء أنفسهم قانعين بأنْ يعيشوا جياعاً حتى الموت دون قتال، إنْ جاءهم متصدقٌ بطعام أكلوه، وإن لم يجئ، رضوا بمفارقة الحياة داخل عُشَشِهم بشرفٍ وكرامة دون أنْ يهددوا اقتصاداً أو سياسة.. فعلامَ نزج بهم في مآربنا، فنأكل باسمهم، ونسرق باسمهم، ونعتلي الكراسي باسمهم.
أتذكر تساؤلاً جميلاً من وزير الإعلام الأسبق الأستاذ علي الشاعر، لرائد الفضاء الأمير سلطان بن سلمان، بينما كان يطوف حول كوكب الأرض فيراها صغيرة في حجم دائرة عقالي، أو لفـّة عمامتي، لا تساوي شيئاً في هَول هذا الكون العظيم؛ قال الوزير: أنظر سلطان مِنْ هذا العلو البعيد، ثم أخبرني: أترى الناسَ على هذا الكوكب الصغير يقتتلون، أم يعيشون بسلام؟!
ونحن نسأل أيضاً: هل سُنّة الحياة إعمارها، أم سنتها الخراب؟، ثم لصالح أي دِينٍ أو مذهب أو سياسة أو فقير هذا القتال وهذا التناحر وذاك الدمار؟!.. ماذا لو أحب البَشرُ بعضَهم بعضا؛ ألا يتسع هذا الكوكبُ الأزرق الجميل لهم؛ وقد جعل اللهُ لهم فيه متاعاً إلى حين!
قلت:
لا يخجلُ الصقرُ يبطشُ بالحمامة، ولا النسرُ ينهشُ من جيَفِ القمامة.
صحيفة الوطن،
Comments