top of page

الفنُّ جزءٌ من الجمال والعكسُ غيرُ صحيح

  • Writer: almirabi
    almirabi
  • Dec 2, 2015
  • 2 min read

قديماً، قرأت مقالاً للدكتور حسن ظاظا- يرحمه الله- بعنوان "الفن لمن؟" قال فيه: "وعندي أن الفن هو توظيف الجمال في التعبير". غير أني أرى- من وجهة نظري المتواضعة- أن الجمالَ هو توظيف الفن في التعبير، وليس العكس، وأرجع ذلك إلى شمولية الجمال ومحدودية الفن، أي أن الفنَّ جزءٌ من الجمال، وليس الجمالُ جزءاً من الفن.. بمعنى: أن قيم الجمال، تختلف عن قيم الفن، فالقيم الجمالية واحدة في كل الفنون، بينما القيم الفنية تختلف من فن إلى آخر، ففن الموسيقى- مثلاً- تختلف قيمه الفنية عن قيم الفن التشكيلي، وكذا القيم الفنية في الرواية تختلف عن القيم الفنية في الشعر، وهكذا بقية الفنون، حتى لو كان الفنُّ في مجالٍ واحد، كفن الرقص، إذ نجد أن قيم فن الباليه، تختلف عن قيم فن الرقص الشعبي، بينما قيمُ الجمالِ ثابتة في كل أنواع الفنون، ولذلك أقول: إن الجمالَ شاملٌ والفنَّ قاصرٌ، فالجمالُ في الشِّعر- مثلاً- يعتمد على "الوزن" بينما الجمالُ في الرواية يعتمد على "السرد"، وكذا "الجمالُ" في اللوحة التشكيلية يعتمد على "التوزيع والاتزان والوحدة" بينما "الفن" في ذات اللوحة يعتمد على: "الخط والمساحة واللون".

أوضح ذلك أكثر: كلُّ لوحة تشكيلية تتكون من "خط- مساحة- لون" وهي "القيم الفنية" لكنهـا ليسـت جمـالاً ما لم تتصف بـ"التوزيع- الاتزان- الوحدة" وهي "القيم الجمالية" بمعنى أننا قد نرى أعمالاً فنية غير قادرة على بلوغ الجمال، كعمل الرسام "بابلو بيكاسو" في لوحة "ثلاث نساء" بينما نرى "الجمال" في لوحة الرسام "ليوناردو دافنشي" في لوحة "العشاء الأخير" علماً بأن عنصر كلتا اللوحتين واحد وهو "الأشخاص".. تماما كما نلاحظ عدم بلوغ قيم الجمال في بعض أعمال الموسيقيين غير القادرين على بلوغ الحس السمعي، بينما قد يبلغه من يعاني ضعفاً في السمع، مقابل قوة في وظيفة الحس، كـ"بتهوفن" بغض النظر عن جواز أو تحريم هذا الفن أو ذاك.

لأجل ذلك أقول: يُعدُّ الجمال لغة عالمية في التعبير وليس الفن؛ لأن الفن لا يرقى إلى هذه اللغة إلا إذا بلغ الجمال.. اقرأ إن شئت قول الله تعالى عن خلقه المتقن: "ولكم فيها جَمالٌ حين تريحون وحين تسرحون"، أي أصبح الشكلُ جمالاً، وليس فناً؛ ولذلك رأيت أن الجمالَ أشملُ من الفنِّ وأكمل.


 
 
 

Opmerkingen


  • العناوين
bottom of page